التغيرات في افريقيا الوسطى وتأثيرها على الحرب في السودان
يلقي التوتر السياسي في دولة افريقيا الوسطى بظلاله بالغة الخطورة على الوضع في السودان. حيث يحاول المتمردون شن هجوم على العاصمة بانغي. وقد ظل نظام رئيس إفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا يحكم البلاد بدعم معلن من مجموعة فاغنر الروسية التي تمددت في وسط وغرب افريقيا وقوات الدعم السريع. وكانت قوات الدعم السريع قد تحركت بشكل مستقل لاغلاق الحدود السودانية مع افريقيا الوسطى والتي يصل طولها الي ١٧٤ كيلومتر في مطلع هذا العام لمنع الاطاحة بالنظام الموالي لفاغنر في افريقيا الوسطى، وهو ما ساهم في رفع حالة التوتر بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع حيث لم يكن الجيش على علم بتحركات قوات الدعم السريع في تلك المنطقة.
وفي ١٧ مايو السابق، فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة ام دافوق الحدودية بين السودان وافريقيا الوسطى، والتي تشكل المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين. وقد تردد في وقت سابق من العام ٢٠٢٢ وجود معسكر عسكري روسي على القرب من المنطقة، تشرف فيه مجموعة فاغنر على تدريب عناصر قتالية في السودان وافريقيا الوسطى.
قد تدفع هذه التغييرات في حالة حدوثها عناصر فاغنر الموجودة في افريقيا الوسطى للانسحاب باتجاه السودان، والانخراط في القتال في صفوف قوات الدعم السريع خصوصا بعد تأمينها للسيطرة على ام دافوق. وفي ذات الحين قد يؤدي تغيير النظام في بانغي الي قطع بعض خطوط الامداد التي يستفيد منها الدعم السريع عبر افريقيا الوسطى. وفي كل الاحوال فان مخاطر انزلاق الوضع في السودان الي حرب اقليمية واسعة النطاق تتزايد بشكل مطرد.