على الأمم المتحدة اعلان حالة المجاعة الكارثية من المستوى الخامس في السودان

Fikra for Studies and Development 

29 يناير 2024
 

تدعو فكرة للدراسات والتنمية الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية الي الإعلان عن حالة المجاعة الكارثية من المستوى الخامس على الصعيد القومي في السودان.
 
منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في 15 ابريل 2023، تداخلت تركيبة مميتة من عوامل النزوح والتشرد واثار الاقتتال المباشرة وشح المدخلات الزراعية والدمار الذي حاق بالبنية التحتية للصناعات الغذائية في السودان، لتضع أكثر من 24 مليون سوداني (حوالي 60% من التعداد الكلي للمواطنين) في حوجة مباشرة للمساعدات الإنسانية، وحوالي 19.9 مليون سوداني (49.75% من التعداد الكلي للمواطنين) في حوجة ماسة للعون الغذائي، بينما 17.7 مليون منهم في حالة العوز الغذائي الحاد. ضربت حالة المجاعة على كافة انحاء البلاد بنسب مختلفة، حيث بلغت نسبة المدنيين المتأثرين بالعوز الغذائي الحادة من العدد الكلي للسكان 60% في ولاية غرب دارفور، 55% في العاصمة الخرطوم، 48% في ولاية جنوب كردفان، بل ان حتى المناطق التي لم تصلها الحرب مثل ولاية كسلا بلغت فيها نسبة المواطنين المتأثرين بالعوز الغذائي 43%، وحتى الولايات الزراعية مثل ولاية الجزيرة بلغت فيها النسبة 31%. والجدير بالذكر ان حد اعلان المجاعة هو عند نسبة 20% من السكان.
 
تناقصت مساحة الاراضي المزروعة هذا العام الي 37% بالمقارنة مع الأعوام السابقة. وأدى هجوم قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، الي تعطيل زراعة مليون فدان بالمحاصيل الغذائية في الموسم الزراعي الحالي، فيما أدى تعطيل سلاسل الامداد بالمدخلات الزراعية الي نقصان المساحة المزروعة بالقمح بنسبة 70% على الأقل.
 
تعرضت مخازن صندوق الغذاء العالمي الي عمليات نهب متعددة خلال هذه الحرب، وكان اخرها في 28 ديسمبر 2023 حين قامت قوات الدعم السريع بنهب مخازن الصندوق في ولاية الجزيرة، ونهب مخزون الأغذية التي كان من المخطط لها ان تغطي الحوجة الغذائية لمليون ونصف مواطن سوداني لمدة شهر بالإضافة الي معالجة اوضاع سوء التغذية لأكثر من 20 ألف طفل وامرأة حامل ومرضعة.
 
تزايدت حالات الوفاة نتيجة لانعدام الغذاء في مناطق متعددة من البلاد، وخصوصا في المناطق المحاصرة والمتأثرة بالصراع بشكل مباشر مثل الخرطوم ودارفور. فيما القت أوضاع الحرب ايضاً بأثارها على الأوضاع الإنسانية في المناطق خارج سيطرة الجيش والدعم السريع في دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة وهي مناطق كانت تشهد بالأساس أوضاع إنسانية صعبة.
 
إننا نطالب الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية بإعلان حالة المجاعة الحادة في السودان على المستوى القومي، والتعامل مع الوضع في السودان على هذا الأساس. لقد بلغ العجز في تمويل احتياجات المعونة الغذائية التي يحتاجها الوضع في السودان 75.9% وهو ما نجد انه امر معيب وغير مقبول من منظومات المجتمع الدولي.
 
يجب على وكالات الأمم المتحدة ومنظومات الإغاثة العالمية الارتقاء بجهود الإغاثة المتعلقة بالكارثة الإنسانية في السودان على المستوى الذي تعكسه هذه الأرقام والمعاناة المتزايدة للسودانيات والسودانيين. ان هذه الأرقام ليست اعداد مجردة، بل هي تعكس معاناة متزايدة يجب ان يوليها العالم ما تستحق من اهتمام.