انقسام جديد في مجلس الصحوة وإعلان علي مجوك المؤمن رئيساً للمجلس
في الأسبوع الأخير من فبراير الماضي، أعلن المجلس الثوري القيادي الأعلى، بمجلس الصحوة «الأصل»، عن انتخاب (علي مجوك المؤمن) رئيساً للتنظيم المكون من فصائل وقادة منشقين عن الكيان الذي يقوده الزعيم القبلي موسى هلال. وكان علي مجوك الذي تولى حقيبة وزارة الحكم الاتحادي ابان عهد البشير، يشغل سابقا منصب امين العلاقات الخارجية لمجلس الصحوة. وفي أكتوبر 2020، اتهم مجلس الصحوة، قوات الدعم السريع باختطاف مجوك من دولة مجاورة، وتم تقديمه لمحاكمة بتهمة التخطيط لانقلاب ضد الحكومة الانتقالية، الا ان المحكمة شطبت القضية وأمرت باطلاق سراح مجوك في يونيو 2021.
وقال بيان صادر عن المجلس الثوري القيادي الأعلى «أرفع مؤسسة تنظيمية»، إنه استناداً على دستور المجلس لسنة 2014، المعدل في 2020، وبعد التشاور مع القيادات التنفيذية والعسكرية ومكاتب الداخل والخارج والعضوية، ضمن عملية اتسمت بالمؤسسية والديمقراطية والشورى فقد اجتمع المجلس الثوري القيادي الأعلى في الفترة من 19 – 22 فبراير الجاري وانتخب علي مجوك رئيسا لمجلس الصحوة الأصل" وكما تم انتخاب محمود الشيخ آدم جابر نائباً للرئيس، وأحمد أبكر ناطقاً رسمياً باسم المجلس، والعريفي حمد السيد باعوضة قائداً عاما للقوات، وأحمد إدريس عيسى بشارة رئيساً لهيئة الأركان، هذا بجانب انتخاب مهدي عبد الله حامد مسؤولاً عن التنظيم والإدارة.
تأسس مجلس الصحوة الثوري في الثاني من يناير عام 2014م تحت قيادة الزعيم القبلي للمحاميد (احد اقسام قبيلة الرزيقات) الشيخ (موسى هلال)، والذي كان يشغل سابقا منصب مستشار الحكم الاتحادي التابع للرئاسة ويتمتع بعضوية البرلمان خلال عهد البشير، الا انه غادر الخرطوم بعد خلافات بينه وبين قيادات المؤتمر الوطني ليتحصن بمسقط رأسه في منطقة مستريحة – شمال دارفور ويعلن تأسيس مجلس الصحوة الثوري.
برز هلال المولود في مدينة (كتم) بشمال دارفور عام 1961م كقائد لمليشيا الجنجويد المكونة من القبائل العربية التي حاربت إلى جانب الحكومة منذ اندلاع النزاع في دارفور عام 2003م. وتطورت لاحقا إلى قوات (حرس الحدود) التي انضمت للجيش السوداني، لكنها اختارت الولاء لمؤسسها في اخر المطاف لتصبح قوات مجلس الصحوة الثوري. وموسى هلال تحت عقوبات دولية تحت قرار مجلس الامن 1591 المتعلق بالحرب في دارفور.
وبذلت الحكومة السودانية جهودا حثيثة لإعادة هلال للخرطوم، أفلحت أحيانا، لكنها فشلت في المرة الأخيرة، واندلع الخلاف الذي أدى للقبض عليه، لرفضه الاستجابة لحملة جمع السلاح، وسعي حكومة المخلوع البشير الي إلحاق قواته بقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).، وبدأت وقائع النهاية، عندما قامت قوات تابعة لموسى هلال بنصب كمين للعميد عبد الرحيم جمعة القائد في الدعم السريع أدى الي مقتله ومقتل 13 آخرين من مرافقيه، وهو ما أدى الي هجوم الدعم السريع على معقل موسى هلال في مستريحة واعتقاله ومعاونية ونقلهم الي الخرطوم في 2018، حيث ظل هلال في السجن الي ان اصدر مجلس السيادة الانتقالي، في مارس 2021 عفواً عنه نتج عنه اطلاق سراحه.
وعانى مجلس الصحوة الثوري أخيراً من انقسامات عديدة، وزعته على عدة كيانات أبرزها مجلس الصحوة الثوري السوداني بقيادة موسى هلال، مجلس الصحوة الثوري الديموقراطي، مجلس الصحوة الثوري للتصحيح والتغيير، مجلس الصحوة الثوري السوداني- القيادة الجماعية، مجلس الصحوة الثوري القومي، وكان آخر انقسام شهده المجلس بداية الشهر الجاري، بانشقاق قادة بارزين ومؤسسين للمجلس بمعية قواتهم العسكرية.
ويبرر المنشقون عن الصحوة، مغادرتهم للتكوين الذي يقوده هلال، اعتراضاً على ما يصفونه تحول المجلس من تنظيم سياسي جماهيري عسكري قومي فاعل ومؤثر في الشأن الوطني العام، إلى شركة مقاولات خاصة، تعمل على خدمة مصالح عشائرية محددة، وتسعى لتحقيق أطماع وطموحات شخصية لأفراد قلائل.
وفي سياق متصل أعلنت فصائل منشقة عن مجلس الصحوة الثوري بقيادة الزعيم الأهلي موسى هلال، توصلها لاتفاق يقضي دخولها بوحدة اندماجية ، وأعلن مجلس الصحوة الثوري السُّوداني (القيادة الجماعية)، ومنشقون عن مجلس الصحوة الثوري السُّوداني، اندماجهم في كيان موحد باسم واحد (مجلس الصحوة الثوري -الأصل) وتعهد بيان صادر عن الكيان الجديد، بالتمسك بأهداف الثورة، والعمل على مواصلة النضال لتحقيق السلام الشامل والعادل والمستحق.
وفي يونيو العام الماضي شارك مجلس الصحوة الثوري في لقاءات غير رسمية أجراها وفد عسكري رفيع يمثل الحكومة السودانية مع 7 فصائل مسلحة في دولة النيجر بتسهيل منظمة فرنسية لإلحاقها بالعملية السلمية، وسحب قواتهم من ليبيا.