تزايد حدة التصريحات بين الجيش وقوات الدعم السريع

Fikra for Studies and Development 

ارتفعت حدة التصريحات بين قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي) فيما يبدو انه تصاعد مطرد في حدة الصراع المكتوم بينهما. صرح البرهان في الأسبوع الماضي بان تمسكه بالاتفاق الاطاري مرتبط بتنفيذ بنود دمج قوات الدعم السريع وبقية الحركات المسلحة في الجيش، بينما رد حميدتي بخطاب مطول اعترف فيه بخطأ الانقلاب وأعرب عن تمسكه بالعملية السياسية والاتفاق الاطاري وقبوله بدمج قواته بحسب (جداول متفق عليها).

وتعتبر قضية الإصلاح الأمني والعسكري ودمج القوات وتكوين جيش مهني واحد ينهي حالة تعدد القوى المسلحة الرسمية التابعة للدولة في السودان، احد ابرز القضايا والمعضلات التي تواجه الفترة الانتقالية. حيث تم تكوين قوات الدعم السريع في العام 2013، وتتبيعها حين ذاك لهيئة العمليات التابعة لجهاز الامن والمخابرات الوطني. وفي العام 2017 تم اصدار قانون قوات الدعم السريع الذي نص على وضعية هذه القوات داخل القوات المسلحة السودانية، ولكنه اقر بتبعيتها بشكل مباشر لرئاسة الدولة (الرئيس المخلوع البشير حينئذ) والذي كان في نفس الحين يتولى رئاسة السلطة التنفيذية. بعد قيام الثورة وسقوط البشير في 2019، تم الاتفاق على نظام برلماني تكون فيه السلطة التنفيذية برئاسة رئيس للوزراء والاتفاق على مجلس سيادة بادوار شرفية لتمثيل رأس الدولة. وهو الوضع الذي خلق هذه الوضعية الشاذة لقوات الدعم السريع.

ويتخوف كثيرون من ان يؤدي الاستقطاب السياسي والعسكري بين الجيش وبين قوات الدعم السريع الي صدام مسلح بينهما، وهو الوضع الذي قد يؤدي الي اندلاع نزاع مسلح واسع النطاق في البلاد.