الحراك النقابي السوداني ... نقطة ضوء في عتمة الانقلاب
منذ بدء حراك ثورة ديسمبر 2018 المجيدة، تصدر تجمع المهنيين السودانيين المشهد السياسي في قيادة وتوجيه الحراك. وذلك في امتداد لإرث الحركة النقابية السودانية في مقاومة الديكتاتوريات والنضال من اجل الديمقراطية. وبعد انتصار الثورة، وبدء الفترة الانتقالية، حدث حراك نقابي متزايد باتجاه تطوير قانون جديد للنقابات، ولكن الانقسام الذي احاق بتجمع المهنيين السودانيين نتيجة للاستقطاب السياسي، أدى الي اضعاف الدور النقابي للتجمع وانصرافه –بقسميه- بشكل كبير الي العمل السياسي المعزول عن القواعد. وهو ما أدى الي بروز نشاط فئوي متزايد وسط النقابيين باتجاه انشاء نقاباتهم المنتخبة بمعزل عن التجمع. وهو الأمر الذي تزايدت وتيرته بفعالية بعد انقلاب 25 أكتوبر 2023. وبالفعل نجحت ثلاثة نقابات مهنية في إجازة وانتخاب لجانها المفوضة من القواعد وهي نقابة الصحفيين السودانيين، ونقابة الدراميين ونقابة أطباء السودان.
هذا التقرير المرفق يستعرض التفاصيل والمعوقات التي واجهت انشاء هذه النقابات الثلاثة. وكما يشجع بقية الفئات المهنية والعمالية على المسير في نفس الدرب لانشاء نقاباتهم ومنع احتكار وسرقة صوتهم من قبل الفئات والأشخاص غير المفوضين والذين يستغلون غياب النقابات للعمل باسم التجمعات النقابية والمهنية وتمثيلهم بدون وجه حق.