خيانة المفوضية الفاضحة: المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتخلى عن واجبها تجاه اللاجئين السودانيين
في 8 أغسطس عام 2024، وبعد مئة يوم قضاها اللاجئون السودانيون في غابة أولالا بإقليم الأمهرا الإثيوبي دون أي نوع من أنواع الحماية أو الدعم المؤسسي، اضطر اللاجئون السودانيون الي بدء رحلة العودة إلى السودان سيراً على أقدامهم.
وكان د. الشفيع خضر سعيد، رئيس مجلس إدارة فكرة للدراسات والتنمية، قد وجه في 22 يوليو 2024، رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، السيد فيليبو غراندي، أعرب فيها عن المخاوف المتعلقة بالتدهور الخطير للأوضاع التي يمر بها اللاجئون السودانيون في إقليم الأمهرا الإثيوبي. تفاقمت هذه الأوضاع بسبب الهجمات العنيفة للمجموعات المسلحة التي أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات والوفيات. أوضحت الرسالة الموجهة الي المفوض السامي بشكل متكامل تفاصيل الأزمة وأوردت حلول مقترحة لها، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء ملموس على أرض الواقع حتى الآن. ومُرفق بهذا البيان نسخة من الرسالة.
أسفرت هذه الأزمة المستمرة عن سقوط عدد كبير من الضحايا الأبرياء من مواطنينا على يد الجماعات المسلحة. إن تقاعس مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن تقديم الدعم والحماية اللازمين لهذه الفئة المستضعفة من اللاجئين يمثل خيانة صارخة لمهامها، ويثير تساؤلات جدية حول بمدى التزام المجتمع الدولي بمعالجة أكبر أزمة نزوح في العالم.
إننا نطالب بإجراء تحقيق شامل في إدارة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لملف أزمة اللاجئين السودانيين في كل من إثيوبيا ومصر وأوغندا وجنوب السودان وغيرها من دول الجوار. إن الإهمال الذي اظهرته المفوضية في التعامل مع هذه القضية هو أمر لا يمكن السكوت عنه. يتعين على المجتمع الدولي أن يتجاوز الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة، وأن يبدأ في تقديم المساعدة الفعلية للملايين من السودانيين المتضررين من الكارثة الإنسانية التي بدأت في 15 ابريل 2023. ما يحدث في السودان هو أكبر أزمة إنسانية في زمننا المعاصر ويتم تجاهلها بشكل متعمد.
فكرة للدراسات والتنمية