البيان الختامي لمؤتمر القضايا الانسانية في السودان - ٢٠٢٣
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣
"هـذه البلاد تخصنا ... بحروبها و جياعها ووبائها و بصمتها المكسور في لينِ الفراغ"
إنعقد في الفترة بين ١٨ الي ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣، مؤتمر القضايا الانسانية في السودان، والذي تناول بالنقاش المستفيض على مدى ثلاثة ايام كيفية تفعيل جهود العون الانساني للمدنيين السودانيين وحمايتهم خلال الحرب المندلعة منذ ١٥ ابريل ٢٠٢٣ في بلادنا الحبيبة.
شارك في تنظيم المؤتمر عدد من منظمات المجتمع المدني المستقلة وعلى رأسها: فكرة للدراسات والتنمية، المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الافريقي (شبكة صيحة)، نقابة الصحفيين السودانيين، جمعية اختصاصي امراض النساء والتوليد السودانية، هيئة محامي دارفور، ومحامو الطوارئ. وتتقدم اللجنة التحضيرية للمؤتمر مرة اخرى بالشكر لحكومتي دولة النرويج والمملكة المتحدة على تكفلهما بتمويل كافة انشطة قيام المؤتمر، وكما تتقدم ايضا بالشكر لجمهورية مصر العربية لسماحها بقيام المؤتمر في اراضيها وتسهيل اجراءات دخول المشاركين من داخل السودان وخارجه. وتتقدم لجنة تحضير المؤتمر ايضا بشكر خاص لمجلس اللاجئين النرويجي، ليس فقط لتشريف الامين العام للمجلس السيد يان ايغلاند بحضور اعمال الموتمر والمشاركة الفاعلة فيه، ولكن ايضا للتواجد المستمر والفاعل بشكل كبير في مناطق النزاع المختلفة داخل السودان.
إزدان المؤتمر بحضور ومشاركة طيف واسع من السودانيين العاملين في مجال العون الانساني، وعلى رأسهم المتطوعين الابطال في غرف الطوارئ والمبادرات الشبابية القاعدية الذين حضروا من داخل السودان. تصدى هولاء الابطال الي واجبات عون اهلهم خلال الكارثة الانسانية التي انتجتها الحرب قبل اي احد، وقدحوا زناد وعبقرية وهمة الشعب السوداني لابتكار حلول مبدعة لما يعانيه المدنيون السودانيون العالقون في مناطق الحرب والنازحون في مناطق البلاد المختلفة. تعرض بعض هولاء المشاركين الي معاناة كبيرة ومخاطر بالغة في طريقهم للوصول الي هنا للمشاركة في اعمال المؤتمر. يقدم المؤتمر في ختام اعماله التحية والاجلال لبسالة هولاء الابطال ولاصرارهم بشكل مستمر على البحث عن سبل رفع المعاناة عن كاهل شعبنا.
بلغ الحضور الكلي لاعمال المؤتمر على مدى ايامه الثلاثة، اربعمئة وعشرين مشارك. حضر اكثر من مئة منهم من داخل السودان ممثلين للمبادرات الانسانية المختلفة الناشطة في ولايات السودان الثمانية عشر، وايضا شارك ممثلون للاجئين السودانيين في دول تشاد واوغندا وكينيا واثيوبيا وجنوب السودان، ومشاركون من السودانيين الذين استقبلتهم مصر الشقيقة بعد الحرب. وبالاضافة اليهم شارك في المؤتمر خبراء سودانيون من شتى مجالات العمل العام، بالاضافة الي مئة واثنين مشارك ومشاركة من منظمات الاغاثة الدولية وهيئات الامم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الاخرى العاملة في السودان.
خرج المؤتمر بعدد من التوصيات التي تم استعراضها في اليوم الاخير، وشملت مجالات الحماية الاجتماعية، الصحة، والتعليم الانتهاكات الجنسية والعنف ضد المرأة خلال الحرب، الأمن الغذائي والتنسيق وتكامل الادوار. سيعكف فريق عمل اللجنة التحضيرية على اعداد تقرير متكامل بهذه التوصيات بالاضافة الي خطة عملية لكيفية تحقيقها على ارض الواقع عبر التنسيق الوثيق بين غرف الطوارئ والمبادرات القاعدية الفاعلة وبين المنظمات الدولية بشكل مباشر. ان هذا المؤتمر وما تم فيه من تداول ليس مجرد حدث احتفالي ينتهي بانقضاء مراسمه، بل هو بداية لعملية مستمرة نتمنى ان تتكامل مع كافة الجهود الاخرى، وان نرى ثمارها على ارض الواقع بشكل عاجل.
إن الدور الذي تقوم به المبادرات القاعدية في مجال الاغاثة الانسانية والذي يستلهم الارث السوداني في التضامن والتكافل والنفير في اوقات الشدة يمثل ركنا محوريا في التصدي للمعاناة التي خلفتها الحرب في بلدنا. وهذا الدور المحوري ينبغي وضعه دائما عين الاعتبار في التخطيط لأي مبادرات او انشطة لمخاطبة الوضع الانساني في السودان.
إن وطننا السودان، سيظل ابياً، وشامخاً، وعظيماً، وجميلاً، وصادماً، ومنتصراً بعزة اهله واصرارهم على الحياة الكريمة والامنة والمستقرة في بلدهم برغم غوائل الزمان.
حفظ الله السودان وشعب السودان