يجب على مفوضية اللاجئين التحرك الآن: أنقذوا اللاجئين السودانيين في إثيوبيا
مهجورون في الأدغال: اللاجئون السودانيون يواجهون العنف والإهمال وتقصير المفوضية في أداء واجبها
منذ الأول من مايو 2024، أضطر 6080 لاجئا سودانيا - نصفهم من النساء والأطفال - الي اللجوء إلى منطقة الأدغال في منطقة أولالا في اقليم الأمهرا الإثيوبي بعد أن أجبرتهم الهجمات المتكررة والظروف غير الآمنة على مغادرة مخيمات اللاجئين الأصلية في مواقع أولالا وكومر. ومنذ ذلك الحين، اضطر اللاجئون الي تحمل ظروف معيشية قاسية، وهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية مثل المأوى والغذاء والدواء، في ظل عدم توفر أي دعم مؤسسي.
وفي يوم السبت 20 يوليو 2024، تعرض اللاجئون السودانيون لهجوم وحشي من قبل ميليشيات مسلحة. وأودى الهجوم بحياة اثنين من اللاجئين السودانيين وأصاب عشرات آخرين بأعيرة نارية. وقد وقع هذا الهجوم بعد فترة من التوتر المتزايد. وكان ممثل المفوضية قد خاطب اللاجئين في وقت سابق من يوم الهجوم بما تضمن تهديدا بالترحيل القسري من موقعهم الحالي. وقد حدث هذا التهديد بعد أكثر من شهرين ونصف الشهر من بقائهم في العراء، تم خلالها انتقاد عجز المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تقديم أي نوع من انواع الدعم او السعي لمعالجة وضع هؤلاء اللاجئين.
سلط هذا الحادث المفجع الذي وقع يوم السبت الضوء على التقاعس الكبير من قبل المفوضية والنقص الحاد في ضمان السلامة وتوفير الحماية للاجئين السودانيين في أقليم الامهرا الاثيوبي، وهو ما أدى إلى نتائج مأساوية ومميتة. كما تسلط هذه الأحداث الضوء على الفشل الكبير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الوفاء بواجباتها الموكلة إليها تجاه اللاجئين. إن حاجة اللاجئين الماسة إلى المساعدة تجعل قصور المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في معالجة معاناتهم أكثر مأساوية وإثارة للقلق.
إن التهديد بترحيل اللاجئين السودانيين قسرا إلى مناطق "غير آمنة" ليس فقط انتهاكا خطيرا لحقوقهم الإنسانية، بل هو خيانة من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لواجباتها ودورها. لأكثر من شهرين، كان اللاجئون السودانيون في وضع حرج مع عدم اتخاذ المفوضية لأي خطوات عملية لضمان سلامتهم وحمايتهم.
تسلط المحنة الأخيرة للاجئين السودانيين الضوء على الحاجة الماسة إلى ان تقوم المفوضية بمضاعفة جهودها في الوفاء بالدور المؤكل لها. إن سلامة وأمن مواطنينا السودانيين هو أمر بالغ الأهمية. لا يمكن للمجتمع الدولي، ولا سيما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، اجبارنا على التطبيع مع الوضع الحالي غير المستقر الذي يواجهه هؤلاء اللاجئين او القبول به. وكما ان قصور الاستجابة وعدم السعي لحل أزمتهم المتطاولة يشكل فشلا كبيرا للوكالة ذاتها المكلفة بحماية اللاجئين. إن تجاهل معاناة السودانيين العالقين بإثيوبيا المستمرة هو أمر لا يمكن الدفاع عنه ولا تبريره ببساطة. ويجب على المفوضية أن تقوم على وجه السرعة بأداء الأدوار الموكلة لها لضمان توفير الحماية الكافية لهؤلاء اللاجئين.
فكرة للدراسات والتنمية
21 يوليو 2024