قوات الدعم السريع ترتكب مجازر جماعية في ولاية الجزيرة على إثر انشقاق أحد قادتها

قوات الدعم السريع ترتكب مجازر جماعية في ولاية الجزيرة على إثر انشقاق أحد قادتها

في 20 أكتوبر 2024، أعلن أبو عاقلة كيكل، أحد قادة قوات الدعم السريع، انشقاقه عن قوات الدعم السريع وتسليمه نفسه لقوات الجيش السوداني. وكان كيكل، وهو مجرم ومهرب معروف بعملياته الإجرامية في منطقة البطانة، وبتشكيله مليشيا باسم (قوات درع السودان) موالية لانقلاب 25 أكتوبر 2021 قبل الحرب، قد أعلن عند اندلاع الحرب في ابريل 2023، انحيازه مع قواته إلى قوات الدعم السريع وتولى قيادة قواتها التي اجتاحت ولاية الجزيرة في 21 ديسمبر 2023. كما قام كيكل، الذي تورط بشكل مباشر في العديد من جرائم الحرب في ولاية الجزيرة خلال فترة الحرب، مثل مجزرة ود النورة في يونيو 2024، بالإضافة إلى عشرات من جرائم النهب والقتل والاغتصاب والتعذيب، بالإشراف على تكوين الإدارة المدنية لولاية الجزيرة التابعة لقوات الدعم السريع في مارس 2024، تنفيذًا لبنود اتفاق حمدوك – حميدتي الموقع بين قوات الدعم السريع وتحالف تقدم في يناير 2024 في أديس أبابا.
 
منذ إعلان انشقاق كيكل في 20 أكتوبر، شنت مليشيا قوات الدعم السريع حملة عنف انتقامية واسعة النطاق ضد مناطق شرق الجزيرة التي ينحدر منها قائدها المنشق. وأفاد منبر مؤتمر الجزيرة، وهو تجمع محلي لأبناء ولاية الجزيرة تأسس في يوليو 2024، بأن عدد القتلى في مدينة تمبول تجاوز 300 شخص في يوم واحد (22 أكتوبر 2024) جراء حملة العقاب الجماعي التي شنتها المليشيا. كما سبق ذلك هجوم مماثل شنته مليشيا قوات الدعم السريع في 21 أكتوبر على مدينة رفاعة، شمل عمليات قتل واسعة النطاق بلغ عدد ضحاياه 100 شخص، بالإضافة إلى نهب للمنازل والممتلكات واغتصاب للنساء على نطاق واسع وحالات غير محصورة من اختطاف الفتيات واختفائهن، وتواردت أنباء عن اتصالات من جنود المليشيا لطلب فدية بمبالغ كبيرة لإطلاق سراح المختطفات. وفي 23 أكتوبر، قامت مليشيا قوات الدعم السريع باقتحام مدينة الهلالية وارتكاب جرائم مماثلة. فيما بلغ العدد الكلي للقرى التي اقتحمتها المليشيا في حملتها العنيفة الانتقامية وعقابها الجماعي 100 قرية في منطقة شرق الجزيرة وحدها. ووثق عدد من شهود العيان، بالإضافة إلى تسجيلات فيديو، حوادث انتهاكات ضد الأطفال والصبيان وتصفيتهم وسط صيحات جنود قوات الدعم السريع (اقتل كيكل صغيراً قبل أن يكبر).
 
يزيد من صعوبة الرصد والتوثيق الدقيق للأوضاع المتفجرة انقطاع شبكة الاتصالات الشامل الذي يسود في الولاية منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
 
إن صمت العالم والجهات الدولية والإقليمية عن الجرائم التي تستمر مليشيا قوات الدعم السريع في ارتكابها في ولاية الجزيرة، وغضّهم الطرف عن الجهات التي تستمر في إمداد قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد وتوفير الدعم والتغطية السياسية والحصانة المؤسسية لها للاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، أمر غير مقبول. إن ما يحدث في ولاية الجزيرة على مدى الأيام الأربعة الماضية هو جريمة إبادة جماعية. وتتحمل قوات الدعم السريع والجهات الداعمة لها مسؤوليتها كاملة. إننا ندعو كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي إلى التوقف عن تسييس قضايا الانتهاكات والمحاسبة، والضغط بشكل عاجل على الجهات ذات النفوذ والتأثير على قوات الدعم السريع وقيادتها وبالتحديد مالكها محمد حمدان دقلو المعروف بـ (حميدتي) وشقيقيه عبد الرحيم دقلو والقوني دقلو وأعضاء وفدها التفاوضي الذين هم على اتصال مستمر ومباشر مع الجهات الدبلوماسية (عمر حمدان، ومحمد مختار النور، وعز الدين الصافي) وبقية مستشاري المليشيا الذي يعملون كحلقة وصل وتيسيير مع الجهات الدبلوماسية، وكلهم يتحملون المسئولية الكاملة عن ما يحدث في ولاية الجزيرة لإيقاف حملة العقاب الجماعي والجرائم البشعة التي ترتكبها قواتهم في ولاية الجزيرة